مع مطلع عقد التسعينيات استمرت تكنولوجيا المعلومات في التطور بشكل
سريع لدرجة صعبت مجاراتها من جانب مختصي المعلومات في المكتبات حيث زادت قدرات
الحواسيب الالية كذلك ظهرت نظم استرجاع النص الكامل على الخط المباشر ان بداية
ظهور ونشأة مصادر المعلومات الالكترونية كانت بهدف استرجاع المعلومات الواردة في
اوعية المعلومات المطبوعة لكن بعد ذلك اصبح انتاج المعلومات يعتمد على الشكل
الالكتروني مباشرة وليس الشكل المطبوع
تعد المصادر امتداد للتكنولوجيا الأساسية المتمثلة في الملفات
المقروءة اليا ونظم المعلومات الالية المتكاملة نظرا الى اتساعها وتأثيرها في المستفيدين وان لم يتغير نمط
الاستخدام بشكل كبير فما تغير هو كبر سعة التخزين فقط وفورية الاتصال وسبل الوصول
وتنوع نقاط البحث وتعدد المصادر التي ترد منها المعلومات بدليل تطور قواعد البيانات
والنص الكامل للأوعية من النمط التقليدي الى شكل محمل على أقراص ليزر او متاح على
الانترنت من خلال الشبكة العنكبوتية العالمية
من المصادر التقليدية إلى المصادر الإلكترونية
بعد اختراع جوتنبرج لألته الخاصة بالطباعة في القرن الخامس عشر
وانتشار الكتاب المطبوع تنوعت المطبوعات وتعددت فظهر الكتاب اليدوي والملخصات
والمستلات والكتب المرجعية والكتاب او ذو الطبيعة الشعبية ثم الدوريات فالكتيبات
وغيرها من مصادر المعلومات المطبوعة
بعدها انتشرت المواد السمعية والبصرية كأوعية ومصادر للمعلومات في
المكتبات باختلاف أنواعها وصار لها ناشرون وموزعون واطلق عليها المواد غير الكتب
او المواد غير المطبوعة او المواد السمعية والبصرية ولكونها تختلف شكليا عن المواد
المطبوعة وتحتاج بعضها الى الأجهزة لاستخدامها أصبحت تعرف بالمواد والمصادر
والمعلومات غير التقليدية اما المصغرات وبالرغم من كونها تختلف عن مصادر المعلومات
التقليدية فهي في حقيقتها نصوص مصورة
فيلميا بنسبة تصغير عالية ومع ذلك فقد أضيفت الى قائمة المصادر غير التقليدية
ومن الخطأ الاعتقاد بان المصغرات الان أصبحت مادة قديمة ومستهلكة
وتوقف العمل بها صحيح ان تكنولوجيا المعلومات وبالأخص تكنولوجيا الخزن واوعيتها
الممغنطة والليزرية قد اجتاحت تقنية المصغرات إلا أن العديد من الدوريات لا تزال
تنشر بهذا الشكل جنبا الى جنب مع الشكل الورقي ومجرد مراجعة دليل الدوريات تستطيع
التأكد من استمرار التعامل مع المصغرات
مفهوم مصادر المعلومات
لقد كثر الحديث عن مصادر المعلومات المحوسبة او الالكترونية والنشر
الالكتروني و مجتمع لا ورقي وبالتالي مصادر معلومات لا ورقية
الاتجاه الأول
ان كل ما هو متوفر حاليا من مصادر المعلومات الالكترونية (قواعد وبنوك
معلومات ) ضمن الاتصال المباشر او الأقراص المدمجة والشائعة في المكتبات ومراكز
المعلومات وغيرها من الجهات التي تتعامل مع هذه التقنيات هي في الواقع نفس المصادر
الورقية التقليدية التي كنا –ولاتزال- نتعامل معها مضمونا وترتيبا (كنص)ولكنها
تحزن وتبث او تسترجع (كمعلومات)الكترونيا وبعبارة أخرى انها أصلا مطبوعات ورقية
وحتى عندما تظهر على الشاشة تكون المعلومات مرتبة كما هو الترتيب المعهود في صفحات
الكتاب او المطبوع الأصلي
ان هذا المفهوم لمصادر المعلومات الالكترونية يعنى فقط استخدام
الحاسبات الالكترونية مع وسائل الاتصال عن بعد لانتاج وتوفير وبث المعلومات
المطبوعة أصلا على ورق –ولاتزال – الكترونيا الى المستفيد وغالبا ما تكون معلومات
ببليوغرافية او نصوصا كاملة
ف خدمة البث الالى المباشر للموسوعة البريطانية او دليل دوريات معين
يقصد بها الحصول على نفس ترتيب المعلومات في صفحات الموسوعات والدليل ولكن
الكترونيا
الاتجاه الثاني
اما مصادر المعلومات الالكترونية بالمفهوم المتطور فهي لا تلغى وجود
الوعاء الورقي فحسب بل تؤمن الاتصال المباشر بين منتج المعلومات من جهة والمستفيد
منها او مستخدمها من جهة ثانية بل وتهدف الى التغيير الشامل في البنيان المالوف
لشكل الورقة او الكتاب المطبوع
فضمن هذا المفهوم سيكون مصدر المعلومات غير ورقي منذ البداية وسيظهر
على شكل فقرات متعددة لان كل مؤلف سيقوم بإدخال البيانات الخاصة بمؤلفه(مقالة/كتاب
/بحث في مؤتمر ) ووفق برمجيات خاصة معدة لهذا الغرض تضمن التمييز بين الفقرات
المختلفة في المقالة الواحدة او الفصول المختلفة من الكتاب الواحد لضمان الاسترجاع
المنظم لمقتطفات من عدة مؤلفين في موضوع محدد
وهكذا سيكون باستطاعة المستفيد التجول بحرية ضمن المصادر المتاحة له
عبر شبكات المعلومات التي تربط المؤلفين بالمستفيدين والناشرين ووسطاء المعلومات
في حلقة اتصالية الكترونية متكاملة تجعل النتاج الفكري الإنساني في متناول يد كل
هذه الأطراف المعنية بشكل مباشر او غير مباشر وسيصبح بالإمكان فتح حوار الكترونيا
بين هذه الأطراف (ونقصد هنا إمكانية إضافة فقرات وتعليقات وإمكانية النقد والتدقيق
والتصحيح للمقالات والكتب قبل النشر ) إضافة الى إمكانية الحصول على الصورة
الثابتة واصوات وصور متحركة ذات علاقة بالموضوع المطلوب وقد ورد عدة تعريفات لمصدر
المعلومات أهمها
التعريف الأول
هي تلك الوسائل والقنوات التي يمكن من خلالها نقل المعلومات الى
المستقبل او القارئ
التعريف الثاني
هي جميع المواد التي تشمل على معلومات للإفاده منها غرضين من الأغراض
التعريف الثالث
هي كافة مصادر المعلومات المطبوعة من كتب و دوريات ونشرات وتقارير
...الخ ومواد غير مطبوعة من مواد سمعية وبصرية والتي تقوم المكتبهة بجمعها من
مصادر المختلفة .
وبناء على ما سبق نعرف مصادر المعلومات الالكترونية بأنه : تلك المصادر اللا ورقية و المخزنة
الكترونيا من قبل مصدريها او ناشريها في ملفات و قواعد بيانات وبنوك معلومات متاحة
للمستفيدين عن طريق الاتصال المباشر او داخليا في المكتبة او مراكز المعلومات عن
طريق منظومة الأقراص المدمجة (CD-ROM )و المتطورة الأخرى
مثل الأقراص المتعددة (multimedia) و أقراص الليزر (DVD)
المرجع وسائل الاتصال التعليمية و التكنولوجيا الحديثة 0 عطار و
كنسارة ط 5 مكة المكرمة 1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق